الحوادث

أب يبيع طفولة ابنه في شوارع القليوبية… والشرطة تتدخل

كتب:  رشا حجاج

أثارت واقعة مؤلمة في القليوبية حالة واسعة من الغضب بعد انتشار مقطع فيديو لطفل صغير يجوب الشوارع بملامح شاحبة، قيل إنه يُجبر من والده على ممارسة التسول. الفيديو سرعان ما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليحوّل مشهد الطفل إلى قضية رأي عام دفعت الأجهزة الأمنية للتحرك السريع.

عقب تداول المقطع، بدأت فرق البحث بمديرية أمن القليوبية في التتبع والتحري حتى نجحت في تحديد هوية الطفل ووالده، لتلقي القبض على الأخير، الذي تبين أنه عاطل عن العمل. وبحسب التحريات الأولية، اعترف الأب باستغلال ابنه في التسول تحت غطاء بيع بعض السلع البسيطة للمارة، كوسيلة للحصول على المال.

الشرطة حررت محضرًا بالواقعة وأحالت المتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فيما جرى إخضاع الطفل لفحص اجتماعي من جانب الجهات المختصة لضمان توفير الرعاية الكاملة له، بعيدًا عن أي مخاطر قد تهدد طفولته.

القضية لم تقف عند حدود الضبط والإحالة، بل أعادت إلى الواجهة ملف استغلال الأطفال في أعمال التسول، والذي يُعد أحد أخطر أشكال العنف الأسري. خبراء الطفولة أكدوا أن هذه الجريمة لا تقل قسوة عن العنف البدني، إذ تحرم الطفل من حقه الطبيعي في التعليم والحياة الكريمة، وتدفعه إلى مواجهة الشارع في عمر مبكر، ما يترك ندوبًا نفسية يصعب محوها.

ويرى مختصون أن العقوبات القانونية وحدها لا تكفي لمواجهة الظاهرة، بل لا بد من توسيع برامج الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة، حتى لا يتحول الأطفال إلى ضحايا للفقر والبطالة. كما شددوا على أهمية دور المجتمع في رصد هذه الممارسات والإبلاغ عنها، لأن حماية الطفل مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطنين.

وبينما ينتظر الأب مصيره القانوني أمام النيابة، يبقى الطفل في حاجة ماسة إلى احتواء نفسي ورعاية متخصصة، حتى لا تتحول هذه التجربة القاسية إلى بداية سلسلة من الانكسارات في سنوات عمره الأولى.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى